إن من أحب الأعمال إلى الله تعالى نفع عبادة، والإحسان إليهم، قال الله عز وجل: {وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، ولا يقتصر الإحسان على بذل المال أو وساطة الخير أو العفو عن المظالم ونحوها من النفع المباشر، بل منه نفع خفي كالمتمثل في بذل النصح والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، لاسيما إذا كان الناصح والمرشد قد طلبت منه النصيحة والمشورة.. وكلما كان موضوع الإستشارة مهما تأكد أن يتخلق المستشار بأخلاق فاضلة منها:
1= الإخلاص لله في هذه العبادة التي هي من حق المسلم على المسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات».
2= أن يستشعر أن بذل النصح من حق المنصوح، وأنه لا فضل له عليه، بل قد أدى الأمانة عن كاهله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حق المسلم على المسلم ست -وذكر منها- وإذا إستنصحك فإنصحه».
3= أن يصدقه الرأي ويشير عليه بما يشير به على نفسه وخاصته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من غش فليس منا».
4= ألا يأنف من قول لا أدري، إن إستشير في أمر ليس له فيه خبرة، أو ليس عنده فيه العلم الكافي الذي يؤهله للإدلاء فيه برأيه، ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه.
5= إذا رأى المستشار أن غيره أقدر منه على تولي مهمة الإستشارة فليبادر بذكر إسم الجهة الرسمية أو الخيرية، أو إسم شخص متمكن في هذه المسألة، وليحل المستشير عليه، فهذا أبرأ لذمته وأرفع لقدره، ومن أحيل على مليء فليحتل.
6= أن يحوط أسرار الناس وخفايا أمورهم بالكتمان والسرية، ولا يتجمل بها أمام الخلق، أو يحرج بها المستشير يوما من الدهر والعياذ بالله.
7= لو أشار المستشار برأي ثم رأى أن غيره أصوب منه فلا يتوانى أن يعدل عن القديم إلى الجديد، ويؤدي الأمانة للمستشير بكل ثقة.
8- بعض أمور الإستشارة لا يجد لها المستشار حلا مهما أوتي من العلم والحكمة والخبرة، فحبذا ألا يحرم طالب الإستشارة من دعوة طيبة وكلمة حسنة، تجبر خاطره، وتشعره بالأخوة والمشاركة.
اللهم أعنا على كل خير وأعذنا من كل شر.
بقلم: د. هناء بنت عبدالعزيز المطوع.
المصدر: مركز واعي للإستشارات الإجتماعية.